وقد ذكر أئمتنا عليهم رحمة الله أن الشرك ينقسم إلى قسمين: شرك الخاصة: وهوالنظر فى النجوم وإستنباط ما سيقع فى المستقبل من الحروف المقطعة من حساب الجُمّل وتحديد ماسيقع فى المسقبل من أمور الغيب هذا شرك الخاصة وهو الذى كان يقع فيه الفلا سفة والكهان ويقع فيه العرافون وأرباب النظر، ويقولون هذه النجوم لها سعود ولها نحوس. وشرك العامة: وهو العكوف على القبور وعبادتها وعليه إستنباط أمور الغيب من هذه الأحرف المقطعة والزعم بأنها تدل على حوادث فى المستقبل هذا من الشرك الذى كان يقع فيه خواص الفلا سفة خواص المشريكين فى هذه الأمة من فلاسفة ومن أهل نظر بواسطة النظر فى النجوم أو بواسطة ما يسنبط من هذه الحروف المقطعة على حسب حروف الجُمّل.
قال ابن القيم عليه رحمه الله فى كتاب مفتاح السعادة ومنشور ولايتى العلم والإرادة فى الجزء الثانى صفحة ٩٧: وقد يجتمع النوعان فى كثير من بنى الإنسان، شرك الخاصة وشرك العامة، فيعول على هوسه ونظره وعلى السعد والنحوس بواسطة النظر الى الكواكب وإستنباط حوادث فى المستقبل ستقع بواسطة حساب الجُمّل، ويعكف على القبور ويسغيث بها فيكون قبورياً نجومياً وقع فى الشرك الذى وقع فيه العامة والشرك الذى وقع فيه الخاصة، ومما وضعه الخاصة من أحاديث تدل على شركهم وهى أحاديث موضوعة (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور) والحديث موضوع بإتفاق أهل العلم.
قال الإمام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى فى الجزء الأول صفحة ٣٥٦ وتعرض للحديث فى الجزء الحادى عشر صفحة ٢٩٣. "ومما وضعوا فى هذا المقام لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه، مادام هو يحسن الظن يتمسح بقبر أو يطوف بصنم فإ ذلك سينفعه" لو أحدكم ظنه بحجر لنفعه، وهذا كلام باطل مفترى، كلام الزنادقة والملحدين. كما قرر ذلك أيضاً الإمام ابن تيميةعليه رحمه الله فى مجموع الفتاوى فى الجزء الرابع والعشرين صفحة ٣٣٥.