للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واذكر أننى لما كنت فى مصر وتعسرت معى بعض الأمور جأنى بعض طلبة العلم زائراً وقال أنا أرشدك لإلى أمر إذا قلته يفرج الله عنك ويقضى حاجتك، قلت: وما هو، قال: تذهب إلى قبر الحسين فتطوف هناك أقل شىء سبعة أشواط وإذا توسط إحدى وعشرين شوطة فى الشوط ثلاث مرات وإذا أكملت تسعاً وأربعين شوطاً سبعة فى سبعة، ثم تقول وأنت تطوف "من أمكم فى حاجة فيكم جبر، ومن تكونوا ناصريه ينتصر "، قلت: أما تستحى أيها الإنسان وأنت تدعى طلب العلم؟، فاعتراه الغضب والغيظ والخسط، وقال: أنت تنكر كرامات الأولياء، قلت: ما دخل الشرك فى كرامات الأولياء أما تستحى من الله، حق أنه يوجد فى ذلك المكان الحسين أو أنه يوجد نبينا صلى الله عليه وسلم، هل يجوز أن أطوف بقبره وأن أقول هذا الشرك وهذا الكفر البواح من امكم فى حاجة فيكم جبر ومن تكونوا ناصريه ينتصر، ثم أكمل الأشواط تسعاًوأربعين شوطاً ما أكملها حتى تنتهى حاجتى؟ أما تستحى من الله؟ هل قال الله إرجعوا والجئوا إلى القبور والموتى أم قال أمن يجيب المضطر إذا دعاه؟ ألجأ إليه فإذاعلم صلاحاً لى فيما تعسر علىّ لعله يذلّله ويسره سبحانه وتعالى وبيده مقاليد الأمور وهو على كل شىء قدير، وإذا كان يعلم أن فى تيسير ذلك العسير تلفاً لى فى دنياى وأخرتى يصرفه عنى وقد اختار لى ربى جلّ وعلا {وربك يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة} أما أننى أقع فى الشرك أما تستحى من الله. فإذاّ إذا أعتكم الأمور فعليكم بأهل القبور لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه، هذا شرك العامة، وشرك الخاصة التعويل على النظر فى النجوم وإستنباط السعود والنحوس منها الخيرات والشرور وهكذا استنباط مايقع من حوادث فى المستقبل عن طريق حساب الجُمّل، كل هذا كما قلت نوع من الكهانة وشعبة من الشرك وإدعاء الإنسان علم الغيب الذى ما جعل الله للعباد وسيلة إليه.