إذاً هذا الأمرالذى إستنبطه ابو الحكم ابن ابن برّجان فى تفسيره وأنه سيقع فتح بيت المقدس سنة ٥٨٢ وقد جهز صلاح الدين الأيوبى جيشاً ابيت المقدس وحاصرها فى ١٥ رجب وفتحها فى نهاية رجب لكن أول جمعة أقيمت فيها فى ٤ شعبان سنة ٥٨٢ لكن المحاصرة والفتح كان فى شهر رجب، فقد يقال هذا إشكال وهذا الآن شىء من علم الغيب إستنبطه هذا لإنسان، الإمام السخاوى فيما نقله عنه ابو شامة، قال: لم يأخذ هذا من الحروف المقطعة وليس هذا من باب الكرامة إنما هو نجابة وافقت إصابة ... والذى يبدو لى والعلم عند الله جلّ وعلا أن هذا لم يؤخذ من الأحرف المقطّعة هذا محل إتفاق كما قلت ولايجوز أن نزعم بأن هذه الأحرف المقطّعة تدل حوادث فى المستقبل وهذا رجم بالغيب وادعاء علم نوع من الكهانة وهذا حرام، إذا الأمر كذلك فكيف علم ابو الحكم ابن برّرجان هذا الأمر قبل وقوعه اقول لعل ذلك من باب الكرامة والله جلّ وعلا يطتع الصالحين على بعض المغيبات وليس فى ذلك أى إشكال، فشتان شتان بين أن يدعى الإنسان بأنه يعلم شيئاّ من المغيبات عن طريق سبب من الأسباب التى يبذلها، أو عن طريق حيلٍ أو عن طريق جدٍ واجتهاد وبين أن يقول ألهمنى الله هذا الأمر وأنه سيقع بعد سنة كذا من أين لك يقول ألقى فى روعى وهجم على قلبلى وهذه فراسة إيمانية، هذا يقع؟ نعم يقع، لأن أمور الكمال كما قال أئمتنا فى كتب التوحيد مردها الى ثلاثة أمور لاتوجدمجتمة بل واحد منها واحد لايكون على وجه التمام والكمال إلاّ فى العزيز الغفور، وأمور الكمال هى: العلم، والقدرة، والغنى....