علم فيعلم ما يجهله غيره، قدرة يقدر على مايعجز عنه غيره، غنى يستغنى عما يحاج إليه غيره، وهذه الأمور الثلاثة كما قلت لاتوجد مجتمعة بل واحد منها على وجه التمام إلاّ فى رب العالمين سبحانه وتعالى، ثم يعطى الله شيئاّ منها لعباده حسبما يشاء فهو الفعّال لما يريد سبحانه وتعالى وقد أمر الله آخر الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن ينفى عن نفسه إدّعاء هذه الأمور الثلاثة فقال جلّ وعلا أمراّ له أن يقول فى سورة الأنعام فى آية ٥٠ {قل لا أقول لكم عندى خزائن الله} أستغنى عما تحتاجون إليه {قل لاأقول لكم عندى خزائن الله ولاأعلم الغيب ولاأقول لكم إنى ملك} أقدر على مالا تقدرون عليه، أعلم الغيب، أعلم مايخفى عليكم أعلم المغيبات التى ستقع هذه أمور الكمال، خزائن الله أنى ملك أعلم الغيب فلا أستغنى عما تحتاجون إليه ولا أعلم المغيبات ولست بملك أقدر على مالا تقدرون عليه أنا بشر مثلكم إن أتبع ما يوحى إلىّ، وقد أمر الله نبه نوحاّ على نبينا وعلية صلوات الله وسلامه وهو أول رسول الى أهل الأرض بعد أبينا أدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وكان بينهما عشرة قرون كلهم على التوحيد أمره أنينفى هذه الأمور الثلاثة عن نفسه فقال جلّ وعلا فى سورة هود آية ٣١ مخبراً عما قاله هذا العبد الصالح نوح على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه {ولاأقول لكم عندى خزائن الله ولا أهلم الغيب ولاأقول إنى ملك ولا أقول للذين تزدرى أعيونكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما فى أنفسهم} .