إذاً أمور الكمال مردها لثلاثة أمور: علم: فيكاشف بما يخفى على غيره.، قدرة: يمكن مما يعجز عنه غيره.، غنى: يستغنى عما يحتاج إليه غيره،، ولإيضاح هذا أضوح كل نوع بمثال، أما النوع الأول: وهو أنه يعلم ما يخفى على غيره، فهذا كما قلت سابقاً من جملته هذه القصة أنه سيتم فتح بيت المقدس سنة٥٨٢ فهذاعن طريق الكرامة أكرمه الله بهذا وأطلعه على أمر مغيب سيقع وقد وقع أىُّ حرج فى ذلك، هل لهذا نظائر مثبته عندأئمتنا فى كتب التوحيد لا ينكرها إلاّ مكابر، عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يخطب على منبر مسجد نبينا عليه الصلاة والسلام، وقد أرسل جيشه ليقاتل فى بلاد الفرس فى بلاد نهاواند، وأمر عليم سارية، فبينما هو يخطب كشف الله له عن بصيرته وهذه هى المكاشفة: أن يعلم ما يخفى على غيره يلقبه شىء من أمور الغيب التى تخفى على الحاضرين، كشف الله له عن حال الواقعة، فسارية فى أصل الجبل ومعه جيشه والعدو يتسلق من الناحية الثانية ليرقى الجبل وبالتالى سيهزم جيش الإسلام والتوحيد ويقتلون عندما يكونوا الجيش الكفرى فوقهم، فنادى عمر بأعلى صوطه وهو على المنبر: يا سارية الجبل الجبل إصعد الجبل، من المدينة الى بلاد نهاواند يرى الحادثة ثم ينادى فسمع سارية صوت عمر ورقى بجيشه الجبل ونصرهم الله جلّ وعلا على الفرس.