ولذلك ثبت فى الحلية عن ابى عثمان النهدى أنه قال: دخلت على ابى موسى الأشعرى، فسمعته يقرأ القرآن فكان صوته ألذ وأحسن من الصنج والبربطى، والناى، الصنج: حديدتان يضرب بهما، والبربط يقول العلماء: ألة تشبه العود، والناى: الزمارة، صوته ألذ من هذه، أى إذا كان أهل الفجور يتلذذون بهذه والطبيعة الإنسانية تتلذذ بهذا، كما يتلذذ الإنسان بالزنا، وليس فى هذا دليل على حله، وليس اللذة مقتضية للحل، كون الإنسان إذا سمع المزمار يطرب لا يدل على أنه حلال، كما أنه إذا زنا يلتذ ... إنما صوت ابى موسى الأشعرى ألذ من صوت العود والزمار ة والصنج، كما ثبت هذا فى الحلية عن ابى عثمان النهدى بسند صحيح، فإذا ليس المراد: مزمار أنه كان عنده ألة يزمر بها، صوت حسن، صوتك يشبهه فى الحسن والعذوبة، وبهذا ينتهى الكلام على الأحرف المقطعة فى بعض سور القرآن، وأما تفسير أية سورة لقمان سنتدارسه فى الموعظة الأتية إن شاء الرحمن وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسلام ورحمة الله وبركاته..