عندنا فى سير أعلام النبلاء فى الجزء التاسع عشر، ويعنى غريب الموافقات فى الصفحة أيضا التى برقم هذا الجزء فى صفحة١٩، عن هبة الله بن عبد الوارث الشرازى توفى سنة ٤٨٥ عليه رحمه الله، ينطبق على حال المعهد، كان هذا الرجل من شيوخ الحديث ويسكن فى رباط من أربطة الصوفية، فكان إذا جاءه طالب علم ليتلقى عنه علم الحديث، يأخذه الى الصحراء ويعلمه الحديث يقول: علامه فى الرباط نجلس فى المسجد، يقول له: إن الصوفية يتبرمون من العلم ولا يتحملون الحديث ويرون أن ذلك يشوش عليهم وأكثر، إذا جلسنا نتعلم، يقولون: شغلتمونا عن الله دعهم هم على تعبيرهم قلبى عن ربى، والعبارة الدقيقة: قلبى عن شيطانى، ليس عن ربى، إنما هو زين له سوء عمله فصده عن السبيل فهو غير مهتد، يقول: الصوفية، وأنا أقول حقيقة، هذا الوصف ينطبق تمام الإنطباق فى المائة المائة وزيادة فوق حبة مسك كما يقولون على طلبة هذا المعهد، إنهم يتبرمون من العلم، وتضيق صدورهم من حلق الذكر، ويقولون: هذا يضيع وقتنا، وقتنا أى شىء، إما فى دروس نظامية على تعبير سيأخذون به شهادة ويأكلون بعد ذلك بها عيشاً ويملئون الكريش، الله عليم، وإما فى لعب الكرة وغير ذلك تشوش عليهم وقتهم، أليس من العار إخوتى الكرام طالب علم محاضرات نظامية لا تفوته من أجل شهادة وريقة، يقول: هناك يوجد عار الدنيا طيب نحضر عندك، ماذا يوجد؟ سألت مرة بعض إخواننا الذين يصلون معنا فى المسجد قلت: أين فلان، ما يحضر الجماعة، قال: يا شيخ إنه مريض يشتكى المرض، أنا ظننت حقيقة مريض، يعنى مطروح فى الفراش، طريح الفراش.