للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعم إذا أردت أن تكون عبداً لله عن طريق الاختيار فأنت عبدٌ له على رغم أنفك عن طريق الاضطرار، فخرجت إلى الدنيا من غير اختيارك وستخرج منها على غير اختيارك، والله جل وعلا هو العزيز القهار جل وعلا {إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدَّهم عدَّا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا *} إن الحكم إذا لم ينشد وإذا لم يطلب ولم يسعى في إقامة حكم الله وتعبيد الخلق لله إنه كصوصية في هذه الحياة، وأما الأدعى بعد ذلك بأنه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة وأن المقولة الباطلة (ما لقيصر لقيصر وما لله لله) كلمة حكيمة ينبغي أن يأخذ الناس بها هذا هو الضلال وهذا هو الافتراء.

اخوتي الكرام: إن لفظ السياسة كما قلت حصل حوله من التلبيس ما حصل وصار هذا اللفظ إذا ذكر في مجلس كأنك أخرجت ثعباناً وتنيناً ورميته بين الحاضرين، ويقولون ما دَخْلَنا وما علاقتنا بهذا اللفظ وبما يدل عليه سبحان ربي العظيم وهل السياسة إلا القيام على الشيء بما يصلحه وهل السياسة إلا رعاية الأشياء رعاية شؤون الأمة برفق وحكمة وأناة وروية، وهل السياسة إلا الحكم بما أنزل رب البرية؟

وأنا أقول للذين يسيرون وراء هذا الحكم الجاهلي اللذين لا دخل لنا في السياسة ولا علاقة لنا في السياسة ولا يجوز أن تذكرا ساس يسوسُ فهي مسوسة، أقول لهؤلاء استمعوا إلى حال نبينا عليه الصلاة والسلام، ثبت في المسند ومعجم الطبراني الكبير ومسند أبي يعلى، والحديث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ورواه عبد بن حميد في مسنده والطحاوي في شرح مشكل الآثار، وإسناد الحديث حسن من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -