قال الحسن البصري:" لقد رأيناهم والله صور ولا عقول أجساما ولا أحلام فراش نار ((وذبان)) طمع يغدو أحدهم بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع دينه بثمن ((العنت)) (١:١١:١٧) " نسأل الله العافية والسلامة من سخطه ونسأله أن يثبتنا علي طاعته بفضله ورحمته، لقد رأيناهم والله صور ولا عقول، أجساما ولا أحلام فراش نار، يتهافتون علي الدنيا ويتهالكون عليها وذبان طمع، كيف يعني تقع في المربي والدبس والعسل عندما تراه، وبذلك هاتوها وموتها، فراش نار وذبان طمع، يغدو أحدهم بدرهمين ويروح بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن ((العنت)) .
والحديث إخوتي الكرام في إسناده مبارك بن فضاله، قال الهيثمي في المجمع وثقه جماعة وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح، ومبارك حكم عليه الحافظ في التقريب بأنه صدوق فحديثه لا ينزل علي درجة الحسن، وروي له البخاري في صحيحه تعليقا وحديثه في السنن الأربعة إلا سنن النسائي، وقد جزم الإمام الذهبي في السير في الجزء السابع صفحة أربع وثمانين ومائتين فقال " فهو حسن الحديث "، فالحديث لا ينزل عن درجة الحسن والعلم عند الله جل وعلا، وهذا الحديث إخوتي الكرام حقيقتا يعني له شواهد كثيرة ويتحدث كما قلت عن واقعنا أن العقول ذهبت كما قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، تعرج فيه العقول، عقول الناس في ذلك الوقت حتي لا تري أحدا ذا عقل، وهنا كما أشار نبينا صلي الله عليه وسلم -لا إله إلا الله -.