إذا الانزعاج عن الشىء إلى الشىء كما ذكر ذلك الراغب فى المفردات (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) الفرقة هى الطائفة من الناس أقلهم ثلاثة (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) والطائفة القطعى من الفرقة أقلها واحد هى الواحد فما فوقه كما ثبت ذلك عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) أتى بصيغة التفعل يتفقه ولم يقل ليفقهوا للإشارة إلى أن طلب العلم والفقه يحتاج إلى جد واجتهاد وإلى صبر ومصابرة
تمنيت أن تمسى فقيها مناظرا بغير عناء فالفنون جنون
وليت اكتساب العلم دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون
يعنى من أراد أن يبنى بيت دجاجة يتعب ومن أراد أن يكون خليفة النبى على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه ينبغى أن يجد وينصب وأما بعد ذلك يعنى المراتب ستصل إليه وهو يعنى بطال فى النهار ونائم فى الليل هذا لا يمكن إخوتى الكرام أن يكون أبدا فلا بد إذا من جد واجتهاد
كان بعض شيوخنا الشيخ جمعة أبو زلام عليه وعلى أهل الإسلام رحمة الرحيم الرحمن ينقل عن والده الشيخ مصطفى أبو زلام وما أدركت عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه كان يقول لهم
العلم كالأسد لا يركبه إلا أسد والأسد لا يسيطر عليه إلا الأسد والتصوف كالحمار يركبه كل أحد ,كالأسد لا يركبه إلا أسد وأما التصوف هذا يركبه كل أحد الحمار كل واحد يركبه
إذا كان موضوع مجرد يعنى يريد أوراد وأذكار وبعد ذلك لا يفكر فى علم ولا فى سهر من أجل يعنى حمل هذا الإسلام والدعوة إلى الرحمن ,يا عباد الله هذا ما حصل كما قلت جدا واجتهادا مع أنه يعنى يمسك السبحة ويطقطق هو على خير لكن شتان يعنى من يركب الأسد وبين من يركب الحمار شتان
لذلك قال الله ليتفقهوا يحتاج إلى صيغة التفعل جد واجتهاد وتعب ونصب وواقع الأمر كذلك (ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)