لكن التهديد هنا أقطع عطاءك وهنا إخوتى الكرام المجاهد إذا التفقه لمن للفرقة النافرة الخارجة فى سبيل الله أى لتقاتل من أجل إعلاء كلمة الله فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة لمَ قال ليتفقهوا فى الدين ليشهدوا يعنى شهود العيان نصر ذى الجلال والإكرام لأهل الإيمان
يقول سيد قطب عليه رحمة الله وهذا الدين دين حركى وفقهه لا يظهر إلا فى الحركة وكلامه حق لكن كما قلت فى جانب معين وهو فى ما يتعلق بتقوية يقين الإنسان وإيمانه لا يعنى أنه إذا حضر غزوة سيصبح كأبى حنيفة وأن هذه الغزوة يعنى تفتح عليه آفاق العلم ليستنبط أحكاما شرعية من عبادات ومعاملات وعقوبات لا قف عند حدك أنت فى جانب كما قلت حقيقة تميزت على غيرك وشهدت كما قلت يعنى نصر الله لعباده فصار لك فقه ووعى وفهم فى الإيمان ما حصل لكثير من أهل الإيمان
هذا كله على أن هذه الآية مرتبطة بما قبلها لا زالت آيات الجهاد تتلى علينا
وقيل وهو وجه الصلة الثانية إن هذه الآية كلام مبتدأ بعد أن ذكر الله عبادتين لا تحصلان إلا بسفر الهجرة {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}[التوبة/٤٠]
هذا نوع من العبادات لا يحصل إلا بسفر ونوع من العبادات وهو الجهاد وأكثر آيات التوبة تتحث عن {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[التوبة/٤١]
والآيات قبل هذه {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} عليه الصلاة والسلام
إذا ذكر عبادتان لا تحصل واحدة منهما إلا بسفر هجرة وجهاد بعد هذا