للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعنى هذا العلم الاستقلالى المحيط بجميع المعلومات كما وكيفا يلازم ربنا جل وعلا دائما لا يزول ولا يتغير ولا يعزب عنه مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض, وما كان ربك نسيا على سبيل الدوام لا يطرأ عليه غفلة ولا نسيان يعنى هذا أحسن ما يقال فى بيان علم ربنا الرحمن سبحانه وتعالى

علم استقلالى محيط بجميع المعلومات كما وكيفا على سبيل الدوام لا يعتريه غفلة ولا ذهول ولا نسيان هذا حال علم الرحمن سبحانه وتعالى وأما من عداه فقد الزخشرى يغفر الله لنا وله ونِعْمَ ما قال:

العلم للرحمن جل وجلاله وسواه فى جهلانه يتغرغم

ما للتراب وللعلوم وأنما يسعى ليعلم أنه لا يعلم

ويسعى لا ليصل إلى درجة العلم فقط يزيل عنه الجهل ليتعلم ما كان يجهل وأما ربنا جل وعلا فسبحانه وتعالى كما قلت علم أزلى استقلالى من ذاته يحيط بجميع المعلومات ما طرأ عليه بعد أن لم يكن فيه

ما للتراب وللعلوم وأنما يسعى ليعلم أنه لا يعلم

العلم للرحمن جل وجلاله وسواه فى جهلانه يتغرغم

ما للتراب وللعلوم وأنما يسعى ليعلم أنه لا يعلم

يعنى يتعلم ما كان لا يعلم فقط وهذا كما يقول سيدنا الإمام الشافعى رضي الله عنه وأرضاه

كلما أدبنى الدهر أرانى نقص عقلى

وإذا ما ازددت علما زادنى علما بجهلى

إذاً الصفة الثانية الفرق الثانى هذا التشريع الربانى هذا الفقه الذى سنتدارس مباحثه أنزله الذى يعلم فى السر فى السماوات والأرض أنزله من هو بكل شىء عليم فحقيقة الأخذ به حكمة ووضع سليم والأخذ بعد ذلك بالأنظمة الوضعية كما قلت ضلال مبين أولاً عبدت غير الله ثم أخذت بقانون ونظام الجاهل الغافل فهذا إخوتى الكرام لا بد من وعيه

الأمر الثالث من الفروق بين شرع الخالق والمخلوق شرع الله جل وعلا مستمد منه وصاحبه علم تام وحكمة كاملة أيضا علم لا بد له من حكمة وإلا علم بدون حكمة يضع الشىء فى غير موضعه علم مع حكمة لا بد إخوتى الكرام من هذا علم مع حكمة