والحكمة إخوتى الكرام هى باختصار الإتقان وكون الشىء فى منتهى الاتنظام وهى التى يعبر عنها أئمتنا الكرام:
وضع الشىء المناسب فى الزمن المناسب فى المكان المناسب
وقال الإمام ابن القيم فى مدارج السالكين عليه وعلى أئمتنا رحمة رب العالمين فى الجزء الثانى صفحة تسع وسبعين وأربعمائة فى ضبط الحكمة وبيانها قال:
فعل ما ينبغى فى الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى وهذا هو وضع الشىء فى موضعه فعل ما ينبغى فى الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى
حقيقة إذا فعلت شيئا لكن فى غير وقته هذا حقيقة وضعت الأمر فى غير موضعه فلا بد من وضع الشىء فى موضعه
وكما قال أئمتنا لكل مقام مقال والبلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال هذا لا بد من وعيه فعل ما ينبغى فى الوقت الذى ينبغى على الوجه ينبغى وقال أيضا فى ضبط الحكمة أن تعطى كل شىء حقه بحيث لا تعديه حده لا تزيد على حده ولا تعجله عن وقته ولا تؤخره عنه إذا شرع ربنا فيه حكمة مستمد منه معه علم هذا العلم وُضع كما قلت فى موضعه المناسب له لذلك الحكيم كما قال الإمام الرازى فى لوامع البينات فى شرح أسماء الله والصفات
قال الحكيم هو الذى ليس فى قوله ريب ولا فى فعله عيب
ليس فى قوله ريب شك وتهمة وخلل وفساد ذلك الكتاب لا ريب فيه ليس فى قوله ريب ولا فى فعله عيب ما ترى فى خلق الرحمن من تقاوت ليس فى قوله ريب ولا فى فعله عيب سبحانه وتعالى شرع الله كما قلت محكم
يقول ربنا المعبود فى أول سورة نبيه هود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه
{الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير* ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير} [هود/١-٢]
(أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)
وقال جل وعلا فى أول سورة العبد الصالح لقمان عليه وعلى سائر الصديقين الرحمة والرضوان
{الم *تلك آيات الكتاب الحكيم *هدى ورحمة للمحسنين} [لقمان/١-٣]
تلك آيات الكتاب الحكيم