ثم بعد ذلك الحاجيات فهى التى يسميها أئمتنا بجلب المصالح درء المفاسد جلب المصالح ففتح الله أمامنا كل خير كل طريق يوصلنا إلى كل خير ونفع وفائدة وربح فى هذه الحياة (فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)(وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه)
ثم التحسينيات وهى الجرى على مكارم الأخلاق فربط بيننا برباط محكم وثيق عندما شرع لنا ما شرع من السلام وحسن الكلام وبشاشة الوجه وطلاقته وغير ذلك بحيث يعيش الناس كأنهم فى جنة عاجلة هذا إخوتى الكرام لا بد منه هذا موجود فى شريعة الله
إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم فى جميع شئون الحياة
إذاً شرع الله فيه هدى ونور
وقد أشار الله إلى هذا فى مطلع كتابه فى أول سورة البقرة فقال جل وعلا {الم *ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون*والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون *أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}[البقرة/١-٥]
إخوتى الكرام قول ربنا الرحمن هدى للمتقين مر معنا مثل هذا بكثرة وخص هداية القرآن بالمتقين لأنهم هم المنتفعون بهذا فمن عداهم ما حصل هذه الهداية وأعرض عنها ولذلك خُصت هذه الهداية بهم لإقبالهم عليها وأخذهم بها وانتفاعهم بها فمن عمل وليمة ودعا دعوة عامة من الذى يأكل؟ من حضر أوليس كذلك من لم يحضر وإن دعى ما أكل ولا استفاد وهنا يا أيها الناس ادخلوا فى السلم كافة
لكن من الذى دخل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن شرح الله صدره للإسلام وهنا كذلك
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
هذه الهداية وهذه الدِلالة حصلت لعباد الله المتقين الأخيار نسأل الله أن يجعلنا منهم وأن يمتنا على هذه الهداية وأن يبعثنا عليها بمنه وكرمه وجوده إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين