إخوتى الكرام الحديث كما قلت رواه الواحدى فى أسباب النزول والبغوى فى معالم التنزيل والطحاوى فى شرح معانى الآثار والبيهقى فى السنن الكبرى ينبغى أن يضاف إلى ما هو أولى بالإضافة إليه من هذه الكتب الحديث فى الصحيحين أيضا فى صحيح البخارى وصحيح مسلم وهو فى سنن النسائى ورواه الطبرى أيضا فى تفسيره وهكذا الإمام ابن المنذر وابن أبى حاتم, انظروا الحديث فى جامع الأصول فى الجزء الثانى صفحة سبع وعشرين وعليه فهو فى أعلى درجات الصحة
إذن أنزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم ينزل من الفجر فكان رجال إذا أراد أحد منهم الصوم ربط أحدهم فى رجليه خيطا أبيضا وخيطا أسودا يربط فى رجله خيطين خيط أبيض خيط أسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رِئيهما فأنزل الله جل وعلا من الفجر فعلموا أنه يراد بهما سواد الليل من بياض النهار
إذن فى أول الأمر يربط خيطين برجله خيط أبيض خيط أسود لا يزال يأكل حتى يتبين له رِئيهما أى منظرهما شكلهما كما قال الله جل وعلا {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا *وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا}[مريم/٧٣-٧٤]
ورئيا منظرا حتى يتبين له رئيهما أى منظرهما هذا كما قلت إخوتى الكرام معنى رئيهما
قال الإمام النووى وضُبط حتى يتبين له زيهما بالزاى أى شكلهما رئيهما زيهما وضُبط أيضا بالراء مكسورة ومفتوحة رِ ورَ وبعدها همزة وياء مشددة يصبح رِئيِّهما رَئيِّهما
قال الخطابى وهذا خطأ لأن الرِئى هو التابع من الجن قال وإذا ثبتت الرواية فيراد حتى يتبين رِئيهما كما تقدم معنا رئيهما يعنى نظرهما وشكلهما
على جميع الرويات رِئيهما زيهما رِئيهما رَئيهما يعنى شكلهما منظرهما حتى يتميز أحد الخيطين عن الآخر حتى يظهر سواد الخيط الأسود وبياض الخيط الأبيض