وذلك الجهل دون إعراض منه أو تقصير وما أعرض عن تعلم شرع الله وما قصر فى يعنى طلب شرع الله لكن جَهِل وهذا الجهل كما قلت يعنى ليس هو من ديدنه لإعراضه عن دين ربه لأنه لا يسأل, لا يتعلم, لا, هو يسأل ويتعلم لكن فى بعض المسائل جَهِل ففعل ما فعل بناء على جهل منه فهو معذور لكن قد يوجه إليه لوم وقد لا يوجه على حسب حاله على حسب الواقعة التى تجرى منه
مثال هذا إخوتى الكرام ما جرى من عدد من الصحابة الكرام فى أول الأمر نحو فريضة الصيام يقول ربنا الرحمن
{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [البقرة/١٨٧]
إلى هنا نزلت الآية ولم ينزل بقيتها وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود (من الفجر)
كلمة من الفجر ورد أنه كان بين يعنى نزولها ونزول الآية سنة كاملة كما قال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
كلمة من الفجر اتركها الآن لم تنزل فى أول الأمر وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد
الآية بكاملها دون كلمة من الفجر هذه نزلت بعد ذلك
إذن وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود إلى هنا هذا الذى نزل
فاستمع لما وقع من عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين
روى الإمام الواحدى فى أسباب النزول والأثر رواه البغوى فى معالم التنزيل والطحاوى فى شرح معانى الآثار والبيهقى فى السنن الكبرى عن سيدنا سهل بن سعد رضى الله عنه وأرضاه والحديث إسناده صحيح
قال أنزلت هذه الآية وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم ينزل من الفجر