وهذه هى السفاهة بعينها فأنت توقن بأن الله جل وعلا ربك وهو الذى خلقك فكيف تعترض عليه وكيف تعاند وكيف تعارض فكأنك تقول أنا أعلم منك وأنت علمتنى وأنا أحكم منك وأنت الحكيم العليم وهذا كما قلت يعنى ضلال مبين وهذه سفاهة وشطط
أول من سلك هذا المسلك مسلك المعاندة والمعارضة إبليس عليه لعائن ربنا العزيز ثم زاد أيضا فى الاستهزاء والاستخفاف والمعارضة لله وبالله جل وعلا فقال له:
(فبعزتك لأغوينهم أجمعين)
وقال هذا فى معرض إغاظة الله وأنه سيؤثر على الله وأنه سيغيظ الله عندما سيغوى عباده واللعين يعلم أن الله لا ينتفع بطاعات العباد ولا يتضرر بمعاصيهم ولو أن الخلق كلهم من أولهم إلى لآخرهم كفروا بالله لما تضرر رب العالمين سبحانه وتعالى وهو كما قلت ساق هذا الكلام مساق الإغاظة للرحمن كأنه سيغيظه بذلك لأغوينهم أجمعين
إذن كما قلت سفاهة أمر ثان هو يعلم أيضا أن من حفظه الله ليس له سلطان عليه ولذلك عاد إليه بعد ذلك شىء من الرشد فقال:
إلا عبادك منهم المخلصين
فالله جل وعلا لا يتضرر بمعصية العاصى ومن قدر حفظه ليس للشيطان سلطان عليه انظر لهذه الظلمات وهذه التناقضات وهذه الاعتراضات على رب الأرض والسماوات, هذا أول من سلكه إبليس وأما قوله كما تقدم معنا أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين تقدم معنا إخوتى الكرام فساد هذه المقولة ضمن مواعظ الحديث الشريف وقلت هذا كلام باطل:
فأولا كما تقدم معنا باختصار أجوبة كثيرة قلت قياس عارض النص فهو فاسد الاعتبار لا ينظر فى مضمونه وأول من قاس إبليس وما عبدتم الشمس والقمر إلا بالمقاييس قياس فاسد الاعتبار والقياس إذا صادم النص وعارضه لا ينظر فى مضمونه فالله عليم حكيم أحاط بكل شىء علما فشرعه لا يعارض ومن عارضه فهو صاحب الفساد والعناد القياس إذا صادم النص قياس فاسد لا ينظر فيه ولا يعول عليه