للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأمر الثانى قلت لو ناقشنا هذه المقولة أيضا وبحثنا فى محتواها فهى أيضا فاسدة حقيقة عدا عن معارضتها للنص فمن يعنى رجح النار على الطين من؟ ومن زعم أن جوهر النار هو أفضل من جوهر الطين فى الحقيقة من؟ من زعم هذا فهو واهم إن جوهر الطين أفضل من جوهر النار فالنار طبيعتها الطياشة والتفريق والبعثرة والإحراق والطين طبيعته الرزانة والهدوء وإن أردت أن تعرف إلى آثار الطين وفوائده وثماره فانظر إلى الجنات والبساتين تضع فى الطين حبة فيخرج لك بعد ذلك يعنى ثمار وأشجارا فهذا حقيقة أثر الطين فمعدن الطين جوهر الطين أنفع من جوهر النار

وإذا سلمنا تنزلا كما تقدم معنا أن جوهر النار أفضل من جوهر الطين هل يلزم أن كل مخلوق من ذلك الجوهر أعنى من النار أفضل من كل مخلوق من ذلك الجوهر أعنى من الطين لا ثم لا,

فإذا افتخرت بآباء لهم نسب قلنا صدقت ولكن بأس ما ولدوا

فهب أن جوهر النار أفضل من جوهر الطين هل يلزم كل مخلوق من النار أفضل من أى مخلوق من الطين لا ثم لا وعليه كما قلت قياس فاسد قياس باطل سلك كما قلت مسلك المعارضة مسلك المعاندة وهو أول من عارض وهو مع أنه منظر إلى يوم القيامة كما قال أئمتنا هو أول من مات ,أول من مات من الخليقة إبليس لأن من عصى الله فهو ميت ومن أطاعه فهو الحى

(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)

أول من مات إبليس لأنه عصى الله العزيز وأى معصية ,معصية العناد معصية المعارضة, معصية المشاقة والمحادة وهذا هو الضلال المبين

إذن أن يستخف ويعاند وأن يستهزىء ويعارض أول من سلك هذا إبليس

وله خلفاء من الإنس أبالسة الإنس منه اللعين الملعون الملحد عدو الدين أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندى الزنديق الشهير

قال الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى لسان الميزان فى الجزء الأول صفحة ثلاث وعشرين وثلاثمائة: