{يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون}[آل عمران/١٣٠]
إخوتى الكرام هنا يعنى ما الجواب على هذا الإشكال الذى أثاره هذا الشيطان وأمثاله فى هذه الأيام أن الربا المحرم هو الربا الفاحش
يا إخوتى الكرام هذه الآية كما تقدم معنا يعنى فى نظائرها عندنا فى كتاب ربنا ما هو محكم وما هو متشابه ما يحتمل معنى وما يحتمل عدة معانى, عندنا نحن نصوص قطعية فى تحريم الربا قل أوكثُر والنصوص فى ذلك متواترة وعندنا هذه الآية تحتمل ما فهمه هذا لعجمة قلبه لا لعجمة لسانه ولعله جمع العجمتين لكن معنى الآية ليس كما فهم
معنى الآية إخوتى الكرام مسوقة لزيادة ذم هذه الصورة التى يفعلها العرب فى الجاهلية فكأن الله جل وعلا يقول لهم الربا فى أصله محرم وجريمة واعتداء من الإنسان على أخيه واستغلال له إن قل أو كثر فكيف إذا كان الربا بهذه الصورة مطلق الربا حرام وكيف إذا كان فى هذه الصورة الذى فيها استغلال تام للإنسان أضعاف مضاعفة هذا كقول الله جل وعلا:
{ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}[النور/٣٣]
إكراه الإناث الجوارى على الزنا محرم إن أردن التحصن أو لم يردن لكن الصورة تزداد شناعة وقبحا عندما تكره الجارية على العهر وهى تريد العفة والطهر يعنى عملت جريمتين, هى طبيعتها تنفر من ذلك فأكرهتها والله حرم هذا فأيضا فعلته فجمعت بين بليتين واعتدائين هى لو كانت راغبة لا يجوز أن تسمح لها بمزاولة الزنا الذى حرمه ربنا فكيف وهى ممتنعة فإذاً الصورة سيقت بهذا الوضع لزيادة التقبيح لبيان ما حصل من رئيس المنافقين فى ذلك الحين على أن جريمته هى أشبع الجرائم يكره من تريد التحصن من تريد العفة من تريد العفاف والطهر يكرهها فإذاً مسوقة لزيادة ذم لأنها إذا رضيت فهذا جائز