وعليه عندما سنتدارس أخبار أئمتنا لتسرى تلك الفضائل التى فيهم فى نفوسنا من حيث لا نشعر ومن حيث لا نقصد وحقيقة دواء عظيم لقلوب المكلفين ذكر أصحاب الصالحين أن يتذاكروها فى كل حين أخبار الصالحين
إخوتى الكرام كما قلت قص الله علينا فى سورة كاملة سورة العبد الصالح لقمان وسمى السورة باسمه وهو ليس بنبى على المعتمد عند أئمة الإسلام وقد١٣:٢٠على هذا أئمتنا,
قال الإمام البغوى فى معالم التنزيل فى الجزء لخامس صفحة خمس عشرة ومائتين:
اتفق العلماء جميعا على أنه كان حكيما ولم يكن نبينا ولم يخالف فى ذلك إلا عكرمة مولى سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين
ما خالف إلا عكرمة فزعم أنه نبى وأئمتنا ما وافقوه وردوا عليه ذلك والإمام ابن الجوزى فى زاد المسير فى الجزء السادس صفحة سبع عشرة وثلاثمائة قول حكى الواحدى بسنده أيضا عن السُدِّى والشعبى أنهما قالا إن لقمان نبى وعليه عكرمة والسدى والشعبى, عقب على ذلك الإمام ابن الجوزى بقوله ولا يعرف هذا إلا عن عكرمة أنه تفرد به لا يعرف هذا عن السدى فالسدى مع من قال إن لقمان ليس بنبى وهكذا الشعبى لا يعرف هذا القول إلا عن عكرمة وأئمتنا كما قلت إخوتى الكرام ما ارتضوا قوله وقالوا إن الله نعته بالحكمة فى كتابه فقال {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد}[لقمان/١٢]
فإن قال قائل إن النبوة تفسر بالحكمة فيقال لا يصلح أن يفسر الأخص بالأعم فهنا الحكمة أعم من النبوة ولو أعطاه الله النبوة لنعته بوصف النبوة فكل نبى حكيم ولا عكس فأطلق الأعم وأراد الأخص هذا لا يمكن!!