لا بد من أن يذكره بنعت النبوة إذا كان نبيا وتقدم معنا أن الحكمة هى فعل ما يبنغى فى الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى وهى إصابة الحق علما وقولا وعملا وهى وضع الشىء المناسب فى الزمن المناسب فى المكان المناسب كما تقدم معنا ضمن المباحث القريبة فى الفروق بين شرع الخالق والمخلوق فقلت صاحَبَ شرع الخالق حكمة تامة وبينت معنى الحكمة عند هذا الفرق المعتبر من الفروق التى تقدم مدارستها
إذن آتاه الله جل وعلا الحكمة قص علينا ربنا جل وعلا خبره, حقيقة عندما يستمع الإنسان قصته تسرى كما قلت الفضيلة المثل الجليلة فى نفس السامع من حيث لا يشعر
{ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد}[لقمان/١٢]
ثم بعد ذلك والد يتعهد ولده
{وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه (انتبه) يا بني لا تشرك بالله (تقرير أمر العقيدة) إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان/١٣]
ثم انتقل إلى أمر آخر بعد أن بين له حق الله عليه بين أعظم حقوق الخلق عليه وهو حق الوالدين (ووصينا الإنسان بوالديه) أى هذا من جملة ما ألهم الله به العبد الصالح لقمان ان يقوله لولده وقيل إنه كلام جاء على نهج الاستطراد ضمن وصية العبد الصالح لقمان وتقرير هذا يكون ضمن مواعظ التفسير إذا وصلنا إلى سورة لقمان بتوفيق ذى الجلال والإكرام,
يعنى هل هذا مما قاله لقمان لولده أو كلام أُتى به على نهج الاستطراد ضمن وصية العبد الصالح لقمان للتحذير من الشرك الذى ورد فى وصية لقمان لا تشرك بالله فى بعد ذلك الوصية بالأبوين أم نهى عن الشرك؟
{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون *يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير}[لقمان/١٥-١٦]