للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المؤمن في سعادة عظيمة في هذه الحياة فأمره لا يخرج عن واحد من أمور ثلاثة: إما أن يكون في حالة يأمر فيها فيطيع أوامر سيده أوامر ربه جل وعلا، وإما في حالة ينهاه الله عنها فينتهي عما نهاه الله عنه، وإما في حالة قدره الله عليه وأمره أن يصبر عليها وأن يرضى بها فهو راض صابر. نفذ المأمور ويترك المحظور ويصبر ويرضى بالمقدور، ليس بعد هذه السعادة سعادة، وأحوال المؤمن لا تخرج عن هذه الأمور الثلاثة، وإذا حقق هذا فو الله إنه يذوق طعم الإيمان وحلاوته ويكون قرير العين مبتهج النفس مطمئن القلب، ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم من رواية صهيب رضي الله عنه والحديث رواه أحمد عن سعد ابن أبي وقاص وأبو يعلى عن أنس رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له] فعل المأمور، ترك المحظور، ثم هو بعد ذلك نحو المقدور إن جاءه ما يسره شكر الله، إن جاءه ما يسوئه ويضره صبر وحمد الله، أي سعادة بعد هذه السعادة، يختلف هذا عن حال الجزوع المنوع، {إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين} [عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له] .

إخوتي الكرام: