إذا حقق الإنسان هذا المعنى ارتاح واهتدى في هذه الحياة وفاز وسعد بعد الممات، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يوجه أنظار الأمة إلى هذا المعنى في كثير من الأحاديث وفي عدد من المناسبات، ثبت في سنن الترمذي وابن ماجة والحديث رواه الأمام أحمد في المسند والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وإسناد الحديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال [أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قول الله {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتيه منها، وما له في الآخرة من نصيب} ثم قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يعني في الحديث القدسي ابن آدم تفرغ لعبادتي، إرضى بي ربا واتبع نبي عليه الصلاة والسلام وأخلص بعملك وجهي ابن آدم تفرغ لعبادتي، أملأ صدرك غناً وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك،] أبن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غناً وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتيه منها، وما له في الآخرة من نصيب} وتقدم معنا معنى العبادة إخوتي الكرام في الموعظة السابقة وقلت هي العمل الصالح، وهي باختصار كما قلت أن يكون عملك على حسب شرع ربك وتريد به وجه الله في جميع حركاتك وسكناتك وقلت حذاري حذاري أن تقصر العمل الصالح والعبادة على مفهوم العبادة بين الناس في هذه الأيام، لا، ينبغي أن تعتقد كما أمرك الله، وأن تعبده كما أمرك الله، وأن تتعامل كما أمرك الله، وأن تخالق الناس كما أمرك الله، وأن تعاقب وتأخذ على أيدي السفهاء كما أمرك الله، ودين الله يقوم على هذا وكل هذا عبادة، أي حكم شريعة الله في جميع في شؤون حياتك يملأ الله قلبك غناً ويسد وفقرك وإلا ستشقى في هذه الحياة وستهلك بعد الممات.