فإذاً (الجهاد طاعة متعديةٌ)(والحج طاعة قاصرةٌ) ، فالجهاد أجره أعظم من أجر الحج المبرور، إذا تعين الجهاد عليك، فهو فرضٌ أفضل من الحج إذا تعين عليك، وإذا لم يتعين الجهاد، عليك، فهو نافلة فهو أفضل من حجٍ نافلةٍ، فرض الجهاد أفضل من فرض الحج، ونافلة الجهاد أفضل من نافلة الحج، وهكذا الصيام، ولذلك شرع للمجاهد أن يفطر في رمضان وإن كان مقيماً في بلده، وقد أفتى بهذا شيخ الإسلام الإمام ابن تيمة -عليه رحمة الله- عندما كان في دمشق وغزا جيش التتار بلدة دمشق فأفطر في رمضان، وأمر المسلمين بالفطر ليتقوْوا على قتال الأعداء، قال الإمام ابن القيم: -عليه رحمة الله- في كتابه (بدائع الفوائد) ناقلاً هذا عن شيخه، بأنه: أفتى بالفطر وأفطر، قال الإمام ابن القيم: وهذا من باب قياس الأولى، فإذا شرع للمرأة المرضع الفطر وشرع للحامل أن تفطر خشية على الولدين بالنسبة للمرضع والحامل فمن باب أولى يفطر المجاهد في سبيل الله، يفطر شهر رمضان ليتقوى على قتال أولياء الشيطان.
إذاً الطاعة المتعدية أجرها أعظم من الطاعة القاصرة، وقد بين لنا نبينا –صلى الله عليه وسلم- أن الجهاد ذِرْوة سنام الإسلام، وذروة الشيء أعلاه، أعلى شيء في الإسلام الجهاد في سبيل الرحمن، ثبت الحديث بذلك في مسند الإمام أحمد.