والحديث رواه الإمام مسلم من رواية عبد الله بن عمر وأمنا ميمونة رضي الله عنهم أجمعين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [صلاة في مسجدي هذا خيرٌ (أفضل) من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام] قال إمام الأئمة الإمام ابن خزيمة في صحيحه: هذا الحديث محمولٌ على أن هذا في صلاة الرجال للأحاديث المتقدمة كحديث أم حميدٍ وغيرها بأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذا في صلاة الرجال، فالرجل إذا صلى في مسجد الله الحرام تضاعف صلاته بمائة ألف وهكذا، أما المرأة فصلاتها في بيتها تزيد على هذا وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
إخوتي الكرام: قد يقول قائل: لما كان هذا الحال والحكم في النساء ولم يسوِّ النساء بالرجال في حضور الجمعة الجماعات، لما كانت صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد قومها وصلاتها في مسجد قومها أفضل من صلاتها في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-أو في بيت الله الحرام، لما كان الأمر كذلك؟ والجواب عن هذا، المرأة فيها أمران معتبران من أجلهما جعل لها هذا الحكم الخاص بها مخالفة للرجل في هذا الأمر أعني حضور الجماعات والجمعات.
الأمر الأول: المرأة عورة بجميع جسمها من رأسها إلى رجليها، فلا يجوز أن يُرى منها بشرةٌ، ولا شعرةٌ، ولا شيء من ظُفُر، وإذا كانت كذلك فأستر ما يكون لها عندما تكون في قعر بيتها بينها وبين ربها جل وعلا، "المرأة عورةٌ" كما ثبت هذا في سنن الترمذي بإسنادٍ حسنٍ صحيح من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:[المرأة عورةٌ فإذا خرجت استشرفها الشيطان] أي تَطًلَّع إليها وفرح بها واغتنم خروجها ليوسوس لها وللناس بها فهي سهمه الذي يضرب به فلا يخيب، [المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان] .