للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدَّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (١) .

عباد الله: ولذلك نهانا الله جل وعلا من التلهي بها، والاشتغال بها، والعكوف عليها، بحيث يشغلنا ذلك عما أوجبه الله علينا، فقال جل وعلا في سورة المنافقون: {يَا أَيَّهَا الذِّينَ آمَنُوْا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَلا أَوْلَادَكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وأَنْفِقُوْا مِنْ مَا رَزَقْنَاكَمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أخَّرْتَنِي إِلى أجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ *وَلَنْ يُؤَخِّرُ اللهُ نَفْسَاً إِذَا جَاءَ أجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢) وقد أخبرنا الله جل وعلا عن حال الضعفاء ضعاف العقول عن حال الأنذال في هذه الحياة، أنهم أقبلوا على اللهو واللعب، واشتغلوا بذلك عن طاعة الله جل وعلا قال الله جل وعلا في أول سورة الأنبياء - على نبينا وعلى جميع أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه -: {اقْتَربَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} (٣) لفظ الناس من أسماء العموم، وكل ما ورد من صيغ الذم بألفاظ العموم في كلام الحي القيوم يخرج منه المهتدون، يخرج منه الصالحون، فلا يدخلون في ألفاظ الذم العامة، إنما تلك تنال العُصَاةَ والكافرين {وَالْعَصَرَ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الذِّينَ آمَنُوْا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِ وَتَوَاصَوْا بِالصَبِر} (٤) ، {لَقَدْ خَلَقَنَا الإنْسَانَ فِي أحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ فِي أسْفَلِ سَافِلِينَ * إِلا الذِّينَ آمَنُوْا وَعَمِلُوا


(١)) ) سورة آل عمران: ١٨٥
(٢)) ) سورة المنافقون: ٩ – ١١
(٣)) ) سورة الأنبياء: ١
(٤)) ) سورة العصر: ١- ٣