[طلب الحلال فريضة على كل مسلم] وقد أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن خير لقمةٍ يدخلها الإنسان جوفه هي ما يكتسبه عن طريق يده، ثم بين لنا أن أنبياء الله ورسله عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، كانوا يتصفون بهذا الوصف، فكانوا يكدحون ويعملون، ويأكلون من كسب أيدهم، ومن عمل يمينهم، ثبت في مسند الإمام أحمد، وصحيح البخاري، والحديث رواه الإمام ابن ماجه، وغيرهم، والحديث صحيحٌ صحيح، فهو ثابت في صحيح البخاري، من حديث المقدام بن معد كرب -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:[ما أكل أحدٌ طعاماً قطُ خيراً من أن يأكل من عمل يده وإنَّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده] .
نعم كان الأنبياء ينزلون إلى الأسواق، ويعملون، وليس في ذلك منقصةٌ، ولا ابتذال، إنما المنقصة والابتذال أن يكون الإنسان عالة على غيره، {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الْطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ لَوْلا أنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرَاً أوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إنَّ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً}(١) وأي منقصة إذا دخل الإنسان إلى السوق، وباع واشترى، وقد كان أنبياء الله الكرام -عليهم جميعاً الصلاة والسلام- وهذا أفضل الكسب [ما أكل أحدٌ طعاماً قطُ خيراً من أن يأكل من عمل يده وإنَّ نبي الله داود -عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه- كان يأكل من عمل يده] .