للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعم هناك بعد ذلك متممات كما قلنا محسنه تزيد تقوى ورسوخا في صفة التقوى وترفعك درجات عالية عند المولى جل وعلا وهى أن تفعل ما أمرك الله به أمر إيجاب وأمر استحباب وان تترك ما نهاك الله عنه نهى تحريم ونهى كراهية تنزية وان تضيف إلى ذلك ألا تنهمك في المباحان واللذائذ خشية أن تجرك إلى شيء من المفاسد والقبائح فإذن هذه متممات: فعل المستحبات ترك المكروهات. يزيد على هذين في الرتبة: عدم الانهماك في الفضول المباحات لان المباح سترة بينك وبين المكروه سترة بينك وبين الحرام، فمن توسع في المباح وقع في المكروه ومن توسع في المكروه وقع في الحرام. بعد ذلك سلسلة متصل بعضها ببعض. وبعضها يجر بعضاً وقد أشار نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا ففي سنن الترمذي وابن ماجة ومستدرك الحاكم وسنن والبيهقي رحمهم الله جميعا بسند صحيح عن عطية السعدي - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لا يبلغ العبد درجه المتقين ـ أي الراسخين في التقوى المتمكنين منها الذين نالوا أعلاها وأرفعها ـ] حتى يدع مالا بأس به حذرا مما به بأس [هذا كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أي يترك شيئا من المباحات خشية أن تجره إلى المكروهات ثم إلى المحرمات] حتى يدع ملا بأس به خذرا مما به بأس [وقد ثبت في صحيح البخاري في أول كتاب الإيمان في أول باب فيه وهو باب أمور الإيمان معلقا بصفة الجزم عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال] لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يترك ما حاك في الصدر [أي ما تردد في صدرك هل هو حرام أو حلال هل هو حلال أو فيه شائبة بمجرد ما تردد بين الحظر والإباحة تغلب جانب الحظر وتطلب الاحتياط ولا تفعله لأنك لو رتعت فيه لربما كان محرما وأنت لا تدرى.