أي يحزها ويؤثر فيها ويغيرها بينما البر هذا يطمئن إليه القلب والنفس.
الشاهد في صحيح البخاري كلام ابن عمر - رضي الله عنه - لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في صدره. وثبت في كتاب " التقوى " لابن أبى الدنيا ألف كتابا أسمة التقوى عن أبى الدرداء - رضي الله عنه - انه قال: تمام التقوى أن يدع الإنسان شيئا من الحلال خشيه الحرام. هذا التمام والكمال. وكما قلنا هذه محسنات وثبت في سنن الترمذي بسند متصل عن ميمون بن مهران وهو من أئمة التابعين رحمهم الله جميعا قال: لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكة من أين مطعمة ومن أين ملبسة؟ فيقف عند هذه الدقائق وبحاسب نفسة لينال كمال التقوى وقال الحسن البصري ما زالت التقوى بأهلها حتى تركوا شيئا من المباح خشية الحرام.
إذن المبحث الثاني يتلخص في أركان التقوى وفى الأمور التي تحصل بها التقوى أركان أساسية إذا ضاع شيء منها خرج الإنسان عن وصف التقوى. إن يترك واجبا أو يفعل محرما لا تحصل التقوى إلا بفعل جميع ما أوجبه الله عليك وبترك جميع ما نهاك عنه ثم بعد ذلك إن أردت أن تنال الدرجة العالية في التقوى فضم إلى الواجبات المستحبات وضم إلى ترك المحرمات ترك المكروهات وضم إلى هذين الأمرين عدم التوسع في المباحان خشية أن تجرك إلى الشوائب والمكروهات.