للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: وما يشيع في كتب الوعظ ويتناقله الوعاظ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يعبث في لحيته فقال له لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه الحديث لم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم وإسناده ضعيف تالف حكم عليه بعض أئمتنا بالوضع لوجود وضاع في إسناده نعم رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والغالب في ما ينفرد به هذا الإمام في هذا الكتاب شديد الضعف أو موضوع ما يروى في نوادر الأصول مما ليس في كتب أئمتنا التي عول عليها واعتمدت ففي إسناد الحديث الضعف نعم معناه صحيح لو خشع قلب الإنسان لخشعت جوارحه.

ولذلك أثر هذا الكلام عن العبد الصالح سعيد بن المسيب عليه وعلى أئمتنا جميعا رحمة الله ثبت في سنن البيهقي معلقا عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلا يعبث في فقال له لو خشع قلبك لخشعت جوارحك ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ورواه الإمام عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق عن سعيد بن المسيب ولا يثبت رفع هذا الأثر إلى نبينا صلى الله عليه وسلم لكن معناه صحيح فاضبط عينيك واضبط جوارحك واضبط فمك من التثاؤب إذا كنت تصلي فالتثاؤب مكروه في محل وقت وليس من صفات الرجال ليس من صفات أهل الجزم أن يتثاءبوا هذا من خصال الشيطان.

وقد ثبت في صحيح البخاري والسنن الأربعة والحديث في مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ـ إذا لم يكن العطاس بسبب الزكام والمرض ففيه شحن للذهن وتنشيط للهمة ـ فإذا تثاءب أحدكم في صلاته فليرد ذلك ما استطاع ولا يقل ها كما يتثاءب المتثائب فإذا قال ها ضحك منه الشيطان) .