فالذكر بالاسم المفرد قلت لا دليل عليه وهو مبتدع، وما ذكر نبينا ربنا بهذه الصيغ، وما دلل عليه هؤلاء من صحة كلامهم من كلام الله ومن أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أدلة عقلية وكنت ذكرتها إخوتي الكرام في الموعظة الماضية وبينت ما هو ثابت في القرآن والسنة واستدلوا به لا دلالة فيه على ما قالوا وما لم يثبت وقالوا إنه يدل على قولنا فقلت إنه ليس بثابت فلا يجوز الاحتجاج به. وتقدم معنا هذا، وأما الحجج العقلية التي أتوا بها كما نقلوه عن الشبلي وغيره من أنه لا يريد أن بذكر الله بكلمة التوحيد لا إله إلا الله حتى لا يموت بين النفي والإثبات فقلت غاية ما يقال عن هذا أنه من الخطأ الذي يقدر فيه قائله وليس هو من السعي الذي يشكر عليه ولا يجوز أن يتبع في هذا إخوتي الكرام، هذا تقدم، ومن هذه الجزئية قلت سأكمل الكلام عن ذلك على ما بعدها إن شاء الله.
إخوتي الكرام: إن كثيراً من الناس غلوا في هذا الذكر المبتدع، أفضل الأذكار (الله، الله)(هو، هو) ووصل الأمر ببعض الصوفية المتأخرين كما يحكى عنهم ذلك حجة الإسلام وأعجوبة الزمان الإمام الغزالي في (الأحياء) ٣/١٨ ويكرر هذا في ص٧٤.