للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإمام المبارك الإمام الغزالي يعد أنه حكى ذلك عن الصوفية، ليته رده وأبطله، وفنده بل ظاهر كلامه أنه يقرره ويحتج به وهو باطلٌ باطل لاشك فيه يذكر هذا الإمام المبارك في المكانيين المتقدمين الفارق بين الصوفية وغيرهم وأن غيرهم يحصلون العلوم عن الطرق التعليمة، أولئك يتعلمون ويجلسون بين يدي المشايخ ويكون في حلق الذكر، وأم هؤلاء عن طريق الإلهام كيف الإلهام أيها الإمام؟ قال وطريق الصوفية أقرب وأيسر وأسلم والإنسان يحصل المطلوب بسرعة، كيف هذا قال أنه يفرغ نفسه عن مشاغل الدنيا ولا يفعله بمال ولا أهل ولا ولد، يجلس في حجرة مظلمة لا يراه أحد، وإن قدر أنه يتصور أنه يراه أحد فينبغي أن يلف رأسه بثوب أو أن يدخل رأسه في جبة أو أن يدثر بثوب ثم يجلس في هذه الحجرة المظلمة فيقول (الله، الله، الله) ولا يقرأ قرأناً ولا ينظر في تفسير ولا في حديث ولا يتدبر معنى آية أو حديث لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ويبتعد من قراءة القرآن وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن التدبر والتأمل جلس في حجرة مظلمة، ولف رأسه بثوبه وأطرقه ثم يقول (الله، الله، الله) يقول حتى بعد ذلك قالها مصورة اللفظ حتى عن لسانه، ويستقر هذا المعنى في قلبه ثم بعد ذلك أيضاً يغفل عن هذا حيث يتعلق بربه فعند ذلك يظهر له البوارق الربانية، والأنوار الرحمانية ويرى جلال كحضرة الإلهية إخوتي الكرام: يقرر هذا في هذين المكانين وكلامه أخذ قرابة صفحة ولا أريد أن أقرأه من أوله إلى آخره وهو كلام باطل لاشك فيه وليت هذا الإمام الهمام علق عليه بما يبين أن هذا الطريق فيه نسف الإسلام من أوله لآخره وفيها لبساط الشريعة وتعطيل أحكام الله جل وعلا.