إخوتي الكرام: هذا يتبع ما تقدم أن الذكر بالاسم المفرد أفضل الأذكار، يقدمه على كلام الله وعلى تدبره وعلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى فهمه ونجلس في حجرة مظلمة ونقول (الله، الله) ، هذا طريق المضالين وليس بطريق المهتدين واعلموا عباد الله أن الصوفية الصادقين بريئون من هذا المسلك، فهذا الشيخ الصالح شيخ العارفين سهل ابن عبد الله أبو محمد التستاري الزاهد الصوفي شيخ الصوفية المهتدين في القرن الثالث الهجري يقول (اجهدوا ألا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر،) وقيل له إلى متى يكتب الرجل الحديث قال حتى يموت ويصب باقي حبره في قبره وكان يأتي إلى أمير المؤمنين في الحديث الإمام أبي داود شيخ أهل السنة وصاحب السنن فيقول له لي إليك حاجة، فيقول أبو داود وما هي؟ فيقول سهل: حتى تقول قضيتها مع الإمكان فيقول سهل: أخرج لي لسانك التي حدثت به أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبله فأخرج أبو داود لسانه فقبله وهو القائل كما في (الحلية) وكتاب (الزهد) للإمام البيهقي (لا معين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) انظروا هذا وغيره من ترجمته العطرة في (سير أعلام النبلاء) صفحة ثلاثين وثلاثمائة صـ٣٣٠ وما بعدها، وسهل توفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين ٢٨٣هـ وقد أثنى عليه كل من ترجمه وملأ الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بكتبهم بالنقل عنه ووصفه الإمام ابن تيمية بأنه من أكابر المشايخ وأئمة الهدى ونقل عنه في (الاستقامة) الجزء الثاني صفحة خمسين ومائة ٢/١٥٠ أنه قال (كل وجدٍ لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل) .
إخوتي الكرام: كنت ذكرت في مواعظ سابقة قصة هذا العبد الصالح مع الإمام أبي داود فاعترض عليها بعض السفهاء وأكثروا الشغب من غير دليل ولا أدب فربنا يرزقنا الأدب معه ومع خلقه.