فإن قال قائل إذا فعلنا شيئا من تلك الطاعات فهل معنى ذلك أننا صرنا كأهل بدر ومن عدادهم؟ لا ثم لا، فإن قال لم يا عبد الله؟ أقول هذه الجائزة التي وعد بها أهل بدر مقطوع بها لكل فرد منهم وأما نحن فما الذي يدرينا أن الطاعة قبلت منا وما ضربت بها وجوهنا فنحن نأمل ونرجوا من ربنا أن يلحقنا بساداتنا أهل بدر الكرام وأن يقبل طاعاتنا مع ما فيها من نقصان فهو الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى لكن لا يمكن لواحد منا أن يقطع لنفسه بذلك نؤمل فضل الله ونرجو عفوه وأن يقبل منا ما وعدنا عليه أنه يكفر ما تقدم من ذنبنا وما تأخر.
وهذا المعنى –إخواتي الكرام- الذي ذكرته هو الذي قرره أئمتنا هو المعنى الحق المراد من حديث فضل أهل بدر ومن الطاعات التي ذكرتها وأن من قام بها غفرت له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر هذا المعنى الذي يدور على أمرين اثنين هو المراد ولما خفي هذا عن كثير من العلماء واستشكلوا ظاهر الحديث قالوا أقوالا مردودة منهم: الحافظ الإمام ابن الجوزي كما نقل عنه ذلك الإمام ابن القيم في كتابه الفوائد من صفحة ١٤ إلى ١٧ يقول الإمام ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر صفحة ٣٣٠ [اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم] .