للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: أما الدلالة الأولى، والأمر الأول، صرح نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الأموات يسمعون وأخبرنا أن سماعهم أعظم وأدق من سماع الأحياء ووردت النصوص الصحيحة عن خاتم الأنبياء وعليه صلوات الله وسلامه ففي مسند الإمام أحمد والصحيحين وسنن النسائي من رواية أنس ابن مالك رضي الله عنه، والحديث رواه البخاري من رواية أنس عن أبي طلحة، ورواه الإمام أحمد ومسلم في صحيحه والنسائي في سننه من رواية أنس عن عمر ابن الخطاب، ورواه الشيخان في صحيحيهما من رواية عبد الله بن عمر، ورواه الإمام أحمد في المسند بسندٍ رجاله ثقات عن أمنا الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله أمنا عائشة على نبينا وعليها وعلى سائر آل نبينا وصحبه صلوات الله وسلامه، ولفظ الحديث من رواية هؤلاء الصحابة الخمسة الكرام أنس وأبي طلحة وعمر وعبد الله ابن عمر وأمنا عائشة رضي الله عنهم أجمعين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن انتهى من موقعة بدرٍ أقام ثلاثاً وكانت هذه عادته عليه صلوات الله وسلامه إذا انتصر على قدم لا يبرح من ذلك المكان مدة ثلاثة أيام لئلا يقال ضرب وهرب كما يفعل بعض الناس وأن هذه الأيام فليست هذه الشجاعة عند أهل الإيمان، الشجاعة أن تضرب وأن تثبت وأن تتحدى أهل الأرض بعد ذلك لأنك واثق بالله والله سينصرك وكان نبينا عليه الصلاة والسلام هذه عادته في غزواته إذا مكنه الله ونصره يقيم ثلاثة أيام إذا كان بإمكان الخصم أن يعيد الكرة فنحن على استعداد، أقام ثلاثة أيام قداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا عليه صلوات الله وسلامه ثم ركب ناقته وتوجه إلى القتلى فوقف عليهم وقد قتل سبعون من المشركين في أول موقعة حكم الله بها وفيها بين الموحدين والكافرين فوقف عليهم وهو على ناقته المباركة على نبينا صلوات الله وسلامه فقال يا أبا جهل ابن هشام يا أمية ابن خلف يا عتبة ابن ربيعة يا شيبة ابن ربيعة هل وجدتم وما وعد ربكم حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي