وأما ما أخبر الله به من حياة الشهيد ورزقه وما جاء في الحديث الصحيح من دخول أرواحهم الجنة فذهب طوائف أن ذلك مختص بهم دون الصديقين وغيرهم والصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السنة أن الحياة والرزق ودخول الجنة ليس مختصاً بالشهيد كما دلت على ذلك النصوص الثابتة ويختص الشهيد بالذكر يعني هو الذي ينوه به من أجل حكمة سيذكرها هذا الإمام لكون الظان يظن أنه يموت فينكب عن الجهاد أي يتأخر ويبتعد فأخبر بذلك ليزول المانع من الإقدام على الجهاد والشهادة كما نهى عن الأولاد خشية الإملاق لأنه هو الواقع وإن كان قتلهم لا يجوز مع عدم خشية الإملاق وهذا كما قلت يقرره إخوتي الكرام شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية والمقرر عند أئمتنا علماء الشريعة الإسلامية وقد روى الإمام عبد الله بن المبارك في كتاب (الزهد) والأثر رواه ابن أبي الدنيا أيضاً، ورواه الإمام الأصبهاني في (الترغيب والترهيب) عن أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه قال: (إن أعمال الأحياء تعرض على الأموات فيسرون ويساءون ثم قال اللهم إني أعوذ بك من أن يخزى خالي عبد الله بن رواحة من أجلي، اللهم إني أعوذ بك أن يعرض علي خالي عبد الله ابن رواحة عمل يمقتني من أجله وهو في قبره) ، هذا أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه والأثر إخوتي الكرام رواه ابن أبي الدنيا وبن أبي شيبة في مصنفه والحكيم الترمذي من رواية أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يقول:(اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني عند عبادة ابن الصامت وسعد بن عبادة) أي عندما تعرض أعمالي عليهما أعوذ بك أن أفتضح.
إخوتي الكرام: هذا الأمر أعني أن الميت المزور يعلم بحال الزائر، هذا مقرر عند أئمتنا كما قلت، وهم يتزاورون فيما بينهم، والآثار في ذلك كثيرة صحيحة وفيرة.