روى الإمام سعد في (الطبقات) وأبو نعيم في (الحلية) أنه التقى صحابيان جليلان مباركان سلمان الفارس وعبد الله ابن سلام رضي الله عنهم أجمعين فقال أحدهما لصاحبه إذا مات أحدنا قبل الآخر فليتراء من له قال ويكون ذلك يقول عبد الله ابن سلام لسلمان ويكون ذلك؟ قال نعم إن روح المؤمن مخلاة تذهب حيث شاءت وإن روح الكافر في سجين فلما مات سلمان الفارس وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين للهجرة ٣٢هـ وقيل ثلاث وثلاثين ٣٣هـ وقيل ست وثلاثين ٣٦هـ وعبد الله ابن سلام توفي سنة ثلاث وأربعين ٤٣هـ رضوان الله عليهم أجمعين لما مات سلمان الفارس رآه عبد الله ابن سلام بعد موته مشرق الوجه بهي الصورة يتلألأ النور منه قال ما فعل الله بك يا أخي قال غفر لي ورحمني وأكرمني قال بأي شيء توصيني؟ قال عليك بالتوكل فنعم الشيء التوكل ونعم الشيء التوكل ثلاث مرات.
نعم إخوتي الكرام: إن هذا كان مقرراً عند الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ثبت في المسند وسنن ابن ماجة بسندٍ صحيح كالشمس عن محمد ابن المنكدر وهو من أئمة التابعين توفي سنة ثلاثين ومائة للهجرة ١٣٠هـ حديثه في الكتب الستة أنه دخل على جابر وهو يموت فقال يا جابر أقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني السلام فإذا كان هذا هل يحتمل هذه الأمانة صحابي وهلا أنكر على محمد ابن المنكدر وقال له ما علمي وأنا سأموت ولن أجتمع بالنبي عليه الصلاة والسلام ولا بغيره وكيف تحملني هذه الأمانة (أقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني السلام) والأثر كما قلت في المسند وسنن ابن ماجة بسند صحيح.
نعم يسن للرجل إذا احتضر وكان صالحاً وحسنت ظنك وعلمت أنه من أهل الخير أن تقول له هذه المقولة:(أقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني السلام) فإنه روحه ستلتقي بروح النبي عليه الصلاة والسلام وبالصحابة الكرام وبأهل الخير والإحسان، (أقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني السلام) .