إخوتي الكرام: إن شعور الميت أدق من شعور الحي وقد كان هذا مقرراً عند سلفنا وعلى رأسهم الصحابة وفي مقدمتهم رضوان الله عليهم أجمعين.
ثبت في مسند الإمام أحمد والأثر في المستدرك ورواه ابن سعد في (الطبقات) بسندٍ صحيح عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت لما دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتي كنت أضع ثيابي وأقول ما هو إلا زوجي على نبينا صلوات الله وسلامه قالت فلما دفن أبو بكر رضي الله عنه كنت أضع ثيابي وأقول ما هو إلا زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه وأرضاه ما دخلت حجرتي إلا وأنا مشدودة على ثيابي وما وضعت عني ثيابي حياءً من عمر.
نعم والله إنه يراها كما يراها كما لو كان حياً في حجرتها وهذه هي المعاني عند سلفنا فكانت تستحي منه كما لو كان في الحجرة حياً فلا تضع ثيابها عنده، هذا هو علم سلفنا، وهذا هو كلام أمنا رضي الله عنها وأرضاها وابتلينا بشرذمة في هذه الأيام إذا قلت لهم إن الميت يسمع ويعلم من يزوره ويشعر بحاله ويستأنس به قالوا إنك مبتدع وهذه بدعة، فهل كانت أمنا عائشة على بدعة عندما كانت تستحي من أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضوان الله عليهم أجمعين؟ اللهم ألهمنا رشدنا يا أرحم الراحمين.
إخوتي الكرام: هذه دلالة ثانية،، إن الأموات يعلمون بحال الزائر ويسمعونه ويستبشرون به وعلمهم بذلك أدق وأضبط وأوسع من علم الحي بكثير.