للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما الدلالة الثالثة إخوتي الكرام: شرع لنا إذا زرنا القبور أن نسلم على الأموات بصيغة نخاطبهم بها لا نخاطب الجمادات ولا يصح مخاطبة أحد بهذه الصيغة إلا إذا كان يعي ويسمع ويشعر، نقول له السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، كما سأورد الأحاديث في ذلك السلام عليكم هذا سماع من هذا الخطاب لمن يعي ويسمع ويشعر ويجيب ولا شك في ذلك، ووالله إن كلام النبي عليه الصلاة والسلام أعلى وأجل من أن يوجه هذا الكلام منه إلى من لا يعي ولا يسمع ولا يفقه وهو أعلى حكمة من أن يقول لنا سلموا على جماد لا يشعر ولا يسمع ولا يحس ولا يرى سبحان الله جمادات نسلم عليها إنه كما قلت يسمع سماعاً أدق من سماع الأحياء ولذلك نخاطب الأموات بالصيغ التي ستأتينا.

ثبت في مسند الإمام أحمد والحديث في صحيح مسلم ورواه الإمام النسائي وابن ماجة ومسند أبو داود الطيالسي عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ماذا أقول إذا زرت القبور قال قولي السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] وفي رواية ابن ماجة ومسند أبي داود الطيالسي [السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم] ورواه أبي داود الطيالسي [اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تضلنا بعدهم] هذا كله كلام النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أمنا عائشة: [السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين] خطاب يوجه إلى من يعي، من يشعر، من يسمع لمن يرى، لمن يرد [السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين] .