هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة فقال:[السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] ثم قال فداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا عليه صلوات الله وسلامه [وددنا لو رأينا إخوننا فقال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أو لست إخوانك يا رسول الله] عليه صلوات الله وسلامه [قال بل أنتم أصحابي وإخواني الذين يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني] يود ويتمنى نبينا عليه صلوات الله وسلامه أن يرانا ووالله إن رؤيته أحب إلى أنفسنا من كل شيء وليتنا رأيناه بأنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا عليه صلوات الله وسلامه [وددنا لو أنا رأينا إخواننا أو لسنا إخوانك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بل أنتم أصحابي وإخوني الذين يأتون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك فقال عليه الصلاة والسلام أرأيتم لو أن رجلاً له خيل غر محجلة] ، الغرة بياض في جبهة الفرس، والتحجيل بياض في قوامها [لو أن رجلاً عنده خيل غر محجلة بين خيل دهم بهم] أي سوداء شديدة السواد لا يخالطها لون آخر، [أما كان يعرف خيله؟ قالوا بلى قال فإن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء] يأتون ووجوههم وأعضاؤهم وأعضاء وضوئهم تتلألأ وأنا أعرفهم وأميزهم من بين سائر الأمم [فإن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء ألا ليزادن رجال عن حوض كما يزاد البعير الضال فأقول هلم هلم، فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً] اللهم لا تجعلنا منهم يا أرحم الراحمين.
إخوتي الكرام: هذه الألفاظ التي يقولها الزائر للمزور هل نخاطب جماداً لا يعي ولا يعقل ولا يسمع ولا يشعر؟ يتنزه كلام سيد الحكماء وخاتم الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه أن يأمر أمته بأن يخاطبوا جماداً لا يعي ولا يشعر ولا يسمع ولا يفقه ولا يرد.