إخوتي الكرام: وختام الكلام في هذه المسألة، إن النصوص فيها كما قلت صريحة صحيحة كثيرة شهيرة وهي تتعلق في أمر غيبي فإذا كنا نؤمن بالله فينبغي أن نؤمن بالغيب وينبغي ألا نكثر الشكوك والريب، إن الاعتراض على سنة النبي عليه الصلاة والسلام ليس من علامات اتباع السلف، إنما من علامات اتباع الفلاسفة الذي كانوا يدخلون أراءهم في شرع ربهم جل وعلا ويحاكمون المنقول إلى نخريف العقول وعندنا قاعدة ذهبية ينبغي أن نعض عليها بالنواجذ ألا وهي كل ممكن ورد به السمع الصحيح يجب الإيمان ومن لم يؤمن به فهو ضال مضل كل ممكن أي أمر متصور وجوده وعدمه ورد به السمع الصحيح الذي لا ينطق عن الهوى يجب الإيمان به فسماع الميت وشعوره وإدراكه وعلمه بمن يزوره ممكن ورد به السمع فإذا كنا نؤمن بالرب فينبغي أن نؤمن بالغيب {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}(١) .
اللهم اجعل هدانا تبعاً لشرعك بفضلك ورحمتك. أقول هذا القول وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين، اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا وارض اللهم عن الصحابة الطيبين الطاهرين الصادقين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.