إخوتي الكرام: هذا الأمر كما قلت مقرر عند علماء الإسلام وقد بوب الإمام السيوطي عليه رحمة الله في شرح الصدور باباً يشير به إلى هذا فقال (باب زيارة القبور وعلم الموتى بمن يزورهم ورؤيتهم مقرر عند أئمة الإسلام) وسأختم الكلام على هذه المسألة بحادثة وقعت في العصر الأول وهي تتعلق بما جرى في البرزخ وأقر الحكم فيها سيد هذه الأمة بعد نبينا على نبينا وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه ووافقه الصحابة الكرام دون منازع، وهذه القصة يرويها الإمام الحاكم في المستدرك والطبراني في معجمه الكبير ويرويها أبو يعلى في مسنده ويرويها الإمام ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب وإسنادها صحيح كالشمس عن ابنة ثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه وثابت ابن قيس من الصحابة الأنصار وكان خطيبهم وثبت في المستدرك وغيره في ترجمته أنه عندما قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة خطب ثابت فقال والله ليمنعنك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال [الجنة] فقال ثابت ربح البيع، ثابت ابن قيس بشر بالجنة كما في الصحيحين ويرهما بما حضر قتال المرتدين في عهد إمام الصديقين أبي بكر رضي الله عنه وعن سائر الصديقين والمؤمنين سنة اثنتي عشرة للهجرة ١٢هـ في موقعة اليمامة في بلاد نجد وقد قتل من الصحابة في تلك الموقعة خمسمائة صحابي وقتل معهم أيضاً خمسمائة من المسلمين فالمجموع ألف نصفهم من الصحافة منهم ثابت ابن قيس وقتل من قراء القرآن جمع غفير كثير خمسمائة من الصحابة يتوفون في هذه الموقعة ولما التقى الجمعان وحصل ما حصل قال ثابت ابن قيس رضي الله عنه وأرضاه بئسما تعلمون به أقرانكم هكذا لا تقاتلون بشدة ثم أخذ ثوبين أبيضين فحنطهما وقاتل حتى قتل فكفن في ثوبيه ومعه حنوطه رضي الله عنه وأرضاه، ثابت ابن قيس ابن شماس بعد أن قتل رضي الله عنه وأرضاه مر به بعض المسلمين الضعاف الذين إيمانهم ضعيف وقد يكون بدنهم قوياً