للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البدعة في اللغة = إخوتي الكرام، هي ما أحدث على غير مثال، شيءٌ جديد، شيءٌ حادث لا مثيل له في القديم، يقال له بدعة، هذا هو التعريف اللغوي للفظ البدعة، ما أحدث على غير مثال، أي على غير شيء يشبهه، إنما هذا مخترع جديد، سواء كان ذلك المحدث محموداً أو مذموماً يتعلق بأمر الدنيا أو بأمر الدين، فكل حادث لا مثيل له ولا شبيه، في الزمن القديم يقال له "بدعة" ولو جود هذا المعنى في لفظ البدعة، أعني الشيء الذي لا نظير له ولا مثيل، أطلق هذا اللفظ من مادة ‍‍‍" بَدَعَ " أطلق هذا اللفظ على الله جل وعلا، وأنه يتسمى بذلك سبحانه وتعالى، فهو الذي لا نظير له ولا مثيل وهو الذي يبتدئ المخلوقات من غير مثال سبق على غير مثال سبق، ولذلك سمي نفسه بأنه {بديع السماوات والأرض} .

قال تعالى: {وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون * بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} (١) .

ونظير هذه الآية قول الله جل وعلا: {وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبناتٍ بغير علم، سبحانه وتعالى عما يصفون * بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولدٌ ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيءٍ وهو على بكل شيءٍ عليم * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالقُ كل شيءٍ فاعبدوه وهو على كل شيءٍ وكيل} (٢) .


(١) - البقرة (١١٦ – ١١٧) .
(٢) - الأنعام (١٠٠ – ١٠٢) .