للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذاً اخوتي الكرام: هذه الأناشيد التي فشت في هذه الأيام باسم الجهاد محذورة ممنوعة لهذه الأمور، تقال بتكسر وتخنث، يصاحبها آلات محرمة صدت الناس عن آيات الله المحكمة، فإن خلت من هذه المحذورات فهي من المباحات، بل تدخل في دائرة المستحبات إذا خلصت النيات لما فيها من شحذ للعزائم وحث على الفضائل والمكارم، وأما ما يقوله بعض الناس يقول إذاً ما البديل عن الغناء الماجن لابد من بديل؟ الجواب إن البديل ما ينبغي أن يكون بتبديل، بدلتم شرع الله الجليل باسم البديل، هنا غناء معه عزف وخنوثة وميوعة، وهناك غناء معه عزف وخنوثة وميوعة ما اختلف الموضوع. إذاً ما ميزة غنائك عن غناء أولئك، جئت تريد بديلاً فأحضرت لنا شيئاً هزيلاً، البديل أن تعود إلى ما كان عليه سلفنا الكرام عليهم رضوان الله عليهم أجمعين، ولا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها.

الأمر الثاني: أقول البديل ليسق تروكا للرأي، والأمر إذا أردنا أن نتحدث عن طريق عقولنا وآرائنا دون أن يؤخذ من شريعة ربنا إنه لن يكون له أثر نافع في حياتنا، والله لا يمحو الخبيث بالخبيث، ولا يمحو السيئ بالسيئ، إنما يمحو الخبيث بالطيب، ويمحو السيئ بالحسن، فإذا أردت بديلاً أعكف على أشعار تقال بجزل وفصل ينبعث الحماس في قلوب الناس دون أن يصاحبها لهو، ودون أن يصاحبها بعد ذلك ميوعة وخنوثة، ثم بعد ذلك إقبال على كلام الله عز وجل وسرد أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام التي تبعث في الأمة معاني الشهامة والنخوة والمروءة والنجدة.