وهذه مكاشفات يقررها الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله في كتابين من كتبه: في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وفي قاعدة في المعجزات والكرامات وهو المقرر عندنا في كتب التوحيد في العلم مكاشفات وفي الغنى وسيأتينا بسط هذا بأدلته والتوسع في أنواع خوارق العادات عند الأمر الثاني الذي يعرف به صدق النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو المعجزات وخوارق العادات فإذا أنت تقول لايمكن أن يعلم الإنسان المغيب عن طريق الكرامة يعني لو كنت ولياً لله تقول أن ما يحصل لي هذا ونسأل الله أن تكون ولياً ومن المقربين لكن أنت تنفي هذا عن كل ولي فإذا ما أطلعك الله عن هذا الأمر بسبب كرامة تحصل للصالحين فمن أين علمتَ أنه مخلص أم لا؟ ولا علاقة على الإطلاق بين الصواب وبين الإخلاص، قد يشرك الإنسان بالله ويكون مخلصاً قد يذهب ويسجد لقبر، سجوده لقبر حرام وشرك، لكن يكون مخلصاً قد قرر أئمتنا كثيراً من عباد القبور يُجابون فيما يسألون لإخلاصهم لا لاستقامة فعلهم فهم على ضلال. وهو عندما يذهب إلى القبر يذل لله وينكسر له فيقضي له حاجته سبحانه وتعالى.
فإذاً لا صلة بين الإخلاص - كما قلت – وبين إصابة الحق قد يكون الإنسان مصيباً [وقد يكون] وهو مخلص أو لا نكون على حق أولا لا صله له كما قلت بالإخلاص. فعندنا إتباع وعندنا إخلاص.
فإذا اتبعت أحسنت، وإذا أخلصت أحسنت، وقد يوجد إخلاص بلا إتباع وقد يوجد إتباع بلا إخلاص. فقولك:(كنت أتمنى أن يكون مخلصاً وإن كان مخطئاً) هل أطلعك الله على غيبه؟ وإذا رجعت عن قولك وقلت إن الله أطلعني عن طريق خرق العادة فليتك بينت هذا من أجل أن نكون على بينة وأسأل الله أن يلطف بأحوالنا إنه أرحم الراحمين.