أيها الشيخ الكريم: من المقرر عندنا في كتب الحديث الشريف – حديث نبينا عليه الصلاة والسلام – حديث عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو حديث عظيم وجليل له وقع في الإسلام كبير وهو ثابت في الكتب الستة وغيرها: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) ولا يطلع على ما في النيات إلا رب البريات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه وقد كان أئمتنا الكرام يستحبون بدأ أعمالهم بهذا الحديث.
قال عبد الرحمن بن مهدي – كما تقدم معنا في أوائل دروس سنن الترمذي – وقد توفي سنة ١٩٨ للهجرة من صنف كتابا فليبدأ بحديث عمر وهذا ما فعله البخاري.
أيها الشيخ الكريم: أول شيء مرّ معك في دراسة سنة نبينا عليه الصلاة والسلام هذا الحديث هلاّ إعتبرت به؟ قال الإمام أبو سليمان الخطابي عليه رحمة الله وقد توفي سنة ٣٨٨ هـ كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون بدء أعمالهم بحديث عمر قبل كل قول وعمل، يتذكر الإنسان خشية الله ليصحح نيته ولئلا بعد ذلك يتهم غيره. إخوتي الكرام، هذا الأمر ينبغي أن نعيه وعليه ما في الشريط أنه ليس بمخلص وأنه مصلحجي وأنه، وأنه فكما قلت إن أطلعكم الله على غيبه فعلى العين والرأس وإن لم يطلعكم الله على غيبه فقد أشركتم بالله جل وعلا لأن هذا منازعة لله في ربوبيته. إخوتي الكرام أنتم تدندنون طول حياتكم حول البدع لا يجوز أن نفعلها وينبغي أن نحذر الناس منها ووصل تشددكم في أمر البدع أن من حمل سبحته قلتم عنه إنه مبتدع. وكلامكم باطل والحكم على السبحة بالبدعة بدعة وقد قرر هذا أئمتنا الكرام كما في مجموع الفتاوي للإمام ابن تيمية ٢٢/٥٠٦ قال:(إذا أحسنت النية في التسبيح بالخرز فهو حسن غير مكروه) .