للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعاء الثاني: دعاء مسألة وهو أن تسأل ربك بلسانك قضاء حوائجك وأن تطلب منه الخيرات في العاجل والآجل في الدنيا وفي الآخرة هذا دعاء مسألة وقد أمرنا الله به، كما أمرنا أيضاً بدعاء العبادة سبحانه وتعالى أمرنا أن نسأله فقال جل وعلا كما في سورة النساء”ولا تتمنوا ما فضل الله به ... وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما”الآية٣٢ وقد ثبت في سنن الترمذي ومعجم الطبراني الكبير بسند حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يُسئل وأعظم العبادة انتظار الفرج، وسلوا الله من فضله فإن الله كان بكل شيء عليما".

إخوتي الكرام:

إن الله يحب أن يسئل كما تقدم معنا من ترك له سؤاله فقد غضب الله عليه وما ذلك إلا لأن هذا السؤال، لأن هذا الدعاء هو العبادة بل مخ العبادة وروحها وغايتها وغاية العبادة تعظيم الله جل وعلا هذا حصل في الدعاء المراد من العبادة أن يتذلل المخلوق لخالقه وهذا موجود في الدعاء، إن الإنسان عندما يدع ربه يتعرض لنفحات الله فهذا الدعاء مفتاح لقضاء الحوائج والله كريم يحب أن يجود ويحب أن تعطي فبالدعاء تعظم الله وبالدعاء نتذلل لله وبالدعاء نتعرض لنفحات الله ولذلك كان الدعاء هو العبادة وكان الدعاء مخ العبادة.

نعم إخوتي الكرام: إن الدعاء فيه تعظيم عظيم لربنا العظيم سبحانه وتعالى وكيف لأن من يسأل ومن يدعوا يدعُ موجود ولا يدعُ مفقود فأنت عندما تسأل الله تقر بوجوده سبحانه وتعالى وأنه هو خالق كل شيء وربه ومليكه وعندما تسأل الله تقر بغناه فالإنسان لا يسأل فقيراً معدوماً وعندما تسأل الله تقر بكرمه فالإنسان لا يسأل بخيل شحيح وعندما تسأل الله تقر بثبوت السمع له فهو يسمعك سبحانه وتعالى من سمعه الأصوات سبحانه وتعالى عندما تسأل الله تقر أيضاً برحمة الله جل وعلا ورأفته ورحمته فهو الذي يعطف عليك ويحسن إليك ويجيب سؤالك.