وثبت في الصحيح وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه نزعة لحم أي قطعة لحم يحشر يوم القيامة عظاما لا يكسى وجهه بجلد ولا بلحم من أجل أن يفتضح ويظهر قلة حياءه أمام العباد عندما أراق ماء وجهه إلى مخلوق مثله وأنزل حاجته بهذا العبد الضعيف ولم ينزل حاجته بالله الغني اللطيف سبحانه وتعالى. الحالة الثانية: أن يسأل المخلوق مخلوقاً في وسع ذلك المخلوق قضاء حاجته كما قلت والمسؤول ينقص ما عنده عندما يخرج ما بين يديه لكن السائل بحاجة فإذا ما سئل سيهلك ويتلف ويعطب فيباح له السؤال وتركه أولى ليموت ولا يسأل مخلوق فهذا أعزله في الدنيا وفي الآخرة لكن إن سأل في هذه الحالة وما عنده كسرة خبز يسد بها جوعته فهل يباح له السؤال وليس عنده ما يغديه ولا ما يعشيه لكن لو صبر حتى مات وما أراق ماء وجهه لغير ربه لكان أعز له في الدنيا والآخرة إنه إذا صبر في هذه الحالة فهو خير له لماذا لأن وصف السؤال مذموم إلا في الحالة الأولى التي تقدمت معنا أن تسأل مخلوق لا يتضرر في إعطاء سؤالك ولا ينقص ما عنده وقد أمر بأن يجيبك وقد أمرت أن تسأل فيما يتعلق بالإرشاد لأمر الآخرة وأما في أمر الدنيا فهذا في الحقيقة فيه امتهان للإنسان لا ينبغي أن يسلكه لثلاثة أمور كما قررها أئمتنا الكرام أنظروها في مدارج السالكين للإمام ابن القيم المجلد الثاني ص٢٣٢ فما بعده وأنظروها في فتاوي ابن تيمية الجزء الأول ص٩٢ فما بعده ونعم ما قالاه وهذا الذي يقرره أئمة الإسلام سؤال المخلوق مخلوقاً مع حالة الاحتياج مباح وتركه أولى لثلاثة أمور: