للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر الأول: أنت عندما تسأل مخلوق مثلك تعتدي على حق الله جل وعلا فالله أمرنا أن نسأله وتقدم معنا ما في السؤال من معنى يدل على أنه موجود، يدل على أنه غني يدل على أنه كريم على أنه سميع على أنه رحيم على أنه سبحانه وتعالى كريم قادر هذه كلها المعاني لا يجوز أن تعرف لغير الله، فينبغي أن ينزل المخلوق حاجاته بخالقه فإذا سألت مخلوق مثلك اعتديت على حق الله جل وعلا لكن بما أنه رخص لك السؤال فلا إثم عليك لكن ترك هذا أولى.

الأمر الثاني: اعتديت على هذا المسؤول من المخلوقين لأن ما يملكه المخلوق عزيز عنده ومحبوب لديه وأنت تريد أن تنزع هذا من بين يديه فقد أضجرته وآيته بسؤالك وأما أن يعطيك فيتضرر بخروج ما عنده وأما أن يعتذر فيقع في يوم العتاب وأنت أضجرت المخلوق فهذا فيه ظلم لهذا المخلوق وأنت أيضاً امتهنت نفسك ودسستها عندما سألت مخلوق لا يملك لنفسه فضلاً عن غيره نفعاً ولا ضراء فكيف لجأت إلى غير الله الذي بيده خزائن السماوات والأرض كيف لجأت إلى غير هذا الغني الكريم الوهاب سبحانه وتعالى لكن كما قلت إذا سأل في هذه الحالة إذا سأل فلا حرج إذ أن سؤال المخلوق مخلوقاً له هذه الأحوال على التفصيل تنقسم إلى أربعة أمور:

الأمر الأول: أن يسأل المخلوق مخلوقاً فيما لا يقدر عليه إلا الخالق هذا شرك وخروج من حضيرة الإسلام.

الأمر الثاني: أن يسأل المخلوق مخلوقاً فيما يقدر عليه المخلوق ولا يتضرر المسؤول في إجابة السائل وهذا يكون كما قلت في تعليم العلم فهذا محمود ومطلوب من السائل والمسؤول أن يشتركا في هذا الأمر.

الأمر الثالث: أن يسأل المخلوق مخلوقاً مثله فيما يقدر عليه ولكنه في غنى عن سؤاله فهذا حرام وإن لم يكن شركاً بالرحمن.