وثبت في مسند الإمام أحمد عن ابن أبي مليكة تقدم معنا حالة في مواعظ سابقة وهو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أدرك ثلاثين من أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ثقة. ثبت إمام عدل صالح ورع عابد توفي سنة ١١٨هـ يقول ابن أبي مليكة كان أبو بكر رضي الله عنه على ناقته فانفلت خطام الناقة من يده فأناخ الناقة ونزل فأخذه الخطام فقال له الصحابة الكرام هلا أمرتنا يا خليفة رسول الله أن تناولك هذا الخطام قال إن حبي إن خليلي يعني نبينا صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئاً والأثر كما قال الإمام الهيثمي في المجمع رجاله ثقات أثبات لكن ابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر الصديق وأدرك غيره من الصحابة كما قلت أدرك ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت هذا المعنى في المسند بسند جيد رجاله ثقات عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن لا يسأل الناس شيئاً فكان إذا سقط السوط من يده لا يقول لصاحبه ناولنيه. إذاً فهناك جماعة بويعوا وهذا ثوبان وهذا أبو بكر وهذا أبو ذر كلهم يأخذ عليهم نبينا صلى الله عليه وسلم العهد ألا تسألوا الناس شيئاً وأن احتاجوا فالصبر أنفع للإنسان في العاجل والآجل ولو أنه مات كان ماذا لو أن إنسان نزل به الضر ثم ما سأل بعد ذلك حتى مات كان ماذا ولا شيء عليه ولا حرج. نعم إذا كان عنده طعام وامتنع عن أكله دخل النار لكن ليس عنده طعام ولا يريد أن يريق ماء وجهه ولا يريد أن يتذلل لغير ربه قال أصبر حتى أموت، نعم مافعل وهذا خير له في الدنيا والآخرة.